اتحاد الفنانين التشكيليين ينعي عالم الآثار والتشكيلي والباحث الدكتور عفيف بهنسي …للبهنسي الفضل في وضع خطة الفن في سورية
عفيف بهنسي الذي رحل يوم البارحة الجمعة 3/11/2017 عن عمر ناهز الـ89 عاماً في دمشق
كان باحثة ومؤرخا يختلف عن غيره من الباحثين ، لايؤمن الا بالجمال الانساني و الحضاري عنواناً للتاريخ، في دمشق ولد وفيها عاش وعلى امتداد ساحة الوطن كانت رحلات عمل وعطاء ومتابعة، وساحة التراث العربي تشهد له بأنه ناقد من طراز اخر
وفي نعيه للبهنسي اشار رئيس الاتحاد الدكتور إحسان العر ان : عفيف بهنسي كان له الفضل الاساسي في وضع خطة الفن التشكيلي على صعيد سوريا والوطن العربي، وهو من أسس نقابة الفنون الجميلة ومؤسس وواضع خريطة الفن التشكيلي المعاصر، لقد ترك ارثاً غنيا من خلال الكتب التي تركت اثرا فينا وهي مايعزينا لانها منارة للاجيال
واكد العر ان عفيف بهنسي انسان لايعوض لانه اب واخ ومربي وحال نادرة من الفن التشكيلي السوري والعربي والعالمي
د.عفيف البهنسي
لمحة عامة
ولد في مدينة دمشق سنة 1928.
دكتوراه دولة من السوربون عام 1978.
دكتوراه في تاريخ الفن 1964.السوربون
اعماله
قبل ارتياد كروم الجمال وحقوله الساحرة، التي زرعها ورعاها الباحث الجمالي والفنان والأستاذ الجامعي الدكتور عفيف بهنسي حتى أينعت وأثمرت، وضاع عطرها بين جنبات وطننا العربي الكبير . لا بد من الإشارة إلى أن الدكتور بهنسي هو من أبرز وأهم المشتغلين في مضمار علوم الفنون الجميلة في سورية والوطن العربي على حد سواء، إن لناحية عدد مؤلفاته باللغة العربية وعدة لغات أجنبية، أم لناحية نوعية تخصصاتها التي تماهت فيها الترجمة بالتأليف، والتأريخ بالتوثيق، والفلسفة بالنقد.
فقد تجاوز عدد مؤلفاته باللغة العربية السبعين كتاباً ومجلداً، بدأ رحلة نشرها العام 1960 ولا تزال مستمرة حتى الآن إضافة إلى أربع وعشرين كتاباً بأكثر من لغة أجنبية منها: الفرنسية، والانكليزية، والألمانية، والإسبانية، وجميع هذه المؤلفات تدور حول الفنون التشكيلية والعمارة والآثار في سورية والوطن العربي والعالم، خلال مراحلها التاريخية المختلفة.
على هذا الأساس، يتقدم الدكتور بهنسي صفوف الباحثين العرب الموسوعيين الأولى في عالمنا العربي، بل وفي العالم، الذين تخصصوا بهذه المجالات الثلاثة اللصيقة بمسيرة الإنسان الحضارية الرفيعة.
يضاف إلى ما تقدم، اشتغال الدكتور بهنسي في أكثر من مجال حيوي وهام، منها: التصوير، النحت، التصميم، وله تجارب معروفة وحاضرة في حركة التشكيل السوري المعاصر، وشغل مناصب عديدة منها: مدير الفنون الجميلة بوزارة الثقافة، ونقيب الفنون الجميلة، والمدير العام للآثار والمتاحف في سورية، وأستاذ محاضر في جامعة دمشق، وساهم بتأسيس مؤسسات واتحادات ونقابات ومتاحف عديدة، في سورية والعالم الإسلامي، وحاضر في أكثر من ثلاثين جامعة عالمية، وحصل على ثلاثة عشر وساماً
عالمياً، والعديد من الجوائز، وكرم من قبل جهات محلية وعربية ودولية.
هذه المسيرة الحافلة بالعطاء الحضاري الرفيع للدكتور بهنسي، تجعل منه أحد أهم وأبرز المشتغلين في هذا المضمار الحافل بتلاوين رفيعة وغنية من إبداعات الإنسان في مجالي الفنون التشكيلية والعمارة، وهما الشقيقان الرئيسان اللذان ينحدران من أسرة الفنون الجميلة، ويشكلان الحاضن الرئيس، لباقي ضروب ثقافة الإنسان وفنونه وابتكاراته المعنية، بفتح فضاءات رحبة أمام روح الإنسان وعواطفه، كلما ضيقها وحاصرها طيش البعض وفعله العاطل المخرّب للحياة، المبشع والمشوه، لوجهها الجميل، المدمر لمبررات الاستمرار منها.
ماهى الدكتور بهنسي في مؤلفاته عن الفنون التشكيلية والتطبيقية والعمارة، بين خصيصة الموثق الحصيف المطلع والمتمكن من ناصية عدة لغات أجنبية ولغته الأم، وبين خصيصة الفنان الممارس، والناقد الموضوعي، وبين هذه الخصائص مجتمعة، وشخصيته القومية الوطنية المحبة لأرضها، العاشقة لتراث أمتها الضارب عميقاً في تربة الحضارة الإنسانية، الغيور على سمعتها، الحريص على تأكيد دورها الكبير في المنجز الحضاري العالمي، ولهذا كرس عدداً لا بأس به من مؤلفاته، لإلقاء الضوء على هذا الدور، وكشفه، وتبيانه، لا سيما بعد أن حاول كثير من الباحثين والمؤرخين طمسه وتشويهه، معتمداً في ذلك على الوثائق المدققة، والحقائق الدامغة، والمعطيات المادية الموجودة في متاحف وصالات العالم كافة.
وكان في هذا الجانب متحمساً، غيوراً، صادقاً، ما يؤكد مدى اعتزازه بوطنه، واحترامه لأمته، وتقديره لمساهمات الحضارة العربية والإسلامية في عملية التأسيس لانطلاقة مسيرة الفنون الإنسانية الرفيعة، ومن ثم إنضاجها وتطويرها، في مراحلها المختلفة.
لقد نقب الدكتور بهنسي، عن الجذور الأولى لهذه المساهمة، وتتبع نموها وإيناعها والتوثيق لهابرؤية المأخوذ بعظمة هذا الإنجاز العربي والإسلامي، لكنه المحصن في الوقت نفسه، بالموضوعية العلمية المدعومة بالقرائن، المؤكدة بالإحالات والمراجع والآراء التي صدرت عن أساطين الباحثين والمؤرخين الغربيين، قبل أن تصدر من الباحثين والمؤرخين العرب والمسلمين.
بناء على ما تقدم وأمام هذه الغلال الوافرة، الملونة، المباركة، ماذا يمكن أن نقول، وكيف لنا بعجالة كهذه، استعراضها، والوقوف على خصائصها، وتبيان أهميتها وفرادتها.
فقد أمضى الدكتور بهنسي نصف قرن من الزمن في إنجازها وإخراجها بهذا الشكل الجميل، العميق، الموضوعي، لتشكل في النهاية، كنزاً ثميناً لطلاب الفنون والعمارة والآثار ومزاوليها والباحثين فيها، ليس على الساحة السورية فحسب، وإنما على الساحتين العربية والإسلامية وحتى العالمية.
ما يلفت الانتباه، قيام الدكتور بهنسي بإنجاز هذه المعارف الفنية الهامة والنادرة، على مدى نصف قرن من الزمن، وبخط مواز قيامه بنقلها إلى طلبته الكثر بكل حيوية ومثابرة وهمة عالية وتجديد دائم فهل هناك أجمل من معادلة كهذه: صنع المعرفة، ونقلها مباشرة، إلى المعنيين بها؟!
لزمن طويل.. وطويل جداً، ستبقى تتغذى أجيال الفنانين التشكيليين والمعماريين والآثاريين، على ما طرحته كروم الجمال البهنسية، هذه الكروم التي شبت في تربة وطن الأبجدية الأولى وشربت من مائه، وترعرعت وأينعت تحت سمائه، وسافرت غالبية ثمارها، إلى العالم بأشرعته ما يجعل منها إنجازاً حضارياً معرفياً سورياً بامتياز.
عطاء كهذا، بمواصفات كهذه، جدير أن يكرم بما يليق به وجدير بعطائه أن يأخذ طريقه إلى دائرة الضوء والاهتمام والاحتفاء، لا سيما من قبل السواقي التي تلقت بشكل مباشر، معارف هذه القامة – النهر التي ما تعبت من العطاء، ويبدو أنها لن تتعب، طالما تتوهج فيها الحياة، بدليل عطائها المستمر حتى الآن، ولعل عجالتي المتواضعة هذه، أول الغيث.
.وفي خطوة لافتة من محافظة دمشق انها كرمت استاذنا العظيم وهو على قيد الحياه بتسمية احدى شوارع الشعلان باسمه
اخذ من الثقافات العالمية كلها، ومن اجل غد افضل يسعى، والابداع هو الطريق الى ذلك.
هذا كان ذات يوم تقديماً للحوار المطول الذي نشرناه في صحيفة الثورة معه واليوم إذ ينضم لركب الراحلين عزاؤنا أنه واحد ممن أثروا المكتبة العربية بدراسات على غاية من الأهمية.
أكثرمن 70 كتاباً ونيف وكأن كل عام كان لإنجاز كتاب
من مواليد دمشق 1928 (17 نيسان) في حي الشهداء – السبكي، درس في دمشق جميع مراحل الدراسة وحصل على إجازة دار المعلمين فيها، وحصل على الإجازة في الحقوق ودبلوم العلوم الإدارية من جامعة دمشق عام 1950،و درس الفن في معهد أندره لوت في باريس ودرس تاريخ الفن في معهد اللوفر، وحصل على الدكتوراة في تاريخ الفن من جامعة باريس السوربون عام 1964 بدرجة مشرف جداً، وحصل على دكتوراة الدولة من جامعة باريس السوربون عام 1978 بدرجة مشرف جداً.
مناصب تقلدها
أول مدير للفنون الجميلة 1962-1971 في سورية.
المدير العام للآثار والمتاحف 1971-1989 في سورية.
مؤسس وأول نقيب للفنون الجميلة.
عضو مؤسس في اتحاد الكتاب العرب.
أستاذ تاريخ الفن والعمارة في جامعة دمشق منذ عام 1959
مؤسس عدد من المتاحف في سورية.
مؤسس كلية الفنون الجميلة ومراكز الفنون التشكيلية في سورية.
أول رئيس لمجلس إدارة مراكز أبحاث التاريخ والفنون- اسطنبول-1980-1996
يحمل 13 وساماً رفيعاً من دول مختلفة.
الجائزة الأولى في الفن الإسلامي- منظمة العواصم والمدن الإسلامية-.
يحمل عشرات شهادات التقدير.
مــؤلـفــاتــــه
الفنون التشكيلية في سورية.
الفن عبر التاريخ.
الفن الحديث في سورية.
تاريخ الفن في العالم
الفن الإسلامي.
معجم مصطلحات الفنون.
الفن والاستشراق.
وثائق ايبلا.
جمالية الفن العربي.
رواد الفن في البلاد العربية.
فلسفة الفن عند أبي حيان التوحيدي.
من الحداثة إلى ما بعد الحداثة في الفن.
الفن العربي بين الهوية والتبعية
سورية التاريخ والحضارة.
العمران الثقافي.
معجم الخط والخطاطين.
علم الجمال.
الثقافة بين العالمية وكعولمة.
موسوعة التراث المعماري.
خطاب الأصالة في الفن والعمارة.
الدكتور عفيف بهنسي
منحونة للجاحظ
احدى لوحات الفنان
منحوتة لمحمد كرد علي
صورة للفنان مع احدى منحوتاته
تسمية احدى شوارع الشعلان باسم د.غفيف بهنسي