حملت نهاية العام بالنسبة لندوة أماسي الشهرية أجواء الاحتفال بعيد الميلاد المجيد ورأس السنة باستضافتها الأب إلياس زحلاوي مؤسس وقائد جوقة الفرح.
الندوة التي أقيمت مساء أمس في المركز الثقافي العربي في أبورمانة تزامنا مع الاحتفال بمرور 40 عاما على تأسيس جوقة الفرح بدأت بكلمة لمعاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض أكد فيها أن الجوقة بقيادة الأب زحلاوي باتت جزءا أساسيا من المشهد الثقافي السوري وعكست للعالم بأسره التمازج والتفاعل الحضاري الذي تمتاز به سورية بكل أطيافها في حين رأت مديرة ثقافي أبورمانة رباب أحمد أن الأب زحلاوي أثبت لنا تأثير الكلمة بالنفوس عندما تقال من قلب صادق.
وبعد ذلك قدم معاون الوزير ومدير ثقافة دمشق الدكتور أيمن ياسين شهادة تقديرية للأب زحلاوي على ما قدمه منذ تأسيس الجوقة.
وقدم معد ندوة أماسي الإعلامي ملهم صالح تعريفا بجوقة الفرح مبينا أنها شكلت عبر مسيرتها الممتدة على مدى أربعة عقود ظاهرة فريدة قدمت فيها إنجازات مبهرة على المستوى المحلي والعربي والعالمي لافتا إلى النقلة التي اتسمت بها مسيرة الجوقة من أنواع الغناء الكنسي الذي تقدمه الجوقات عادة إلى أشكال تتخطى هذه القوالب عندما غنت للوطن والإنسان وفي مناسبات دينية إسلامية.
وتحدث الأب زحلاوي مستعيدا الأيام الأولى لتأسيس الجوقة والأسباب التي دفعته لذلك عندما تابع في ستينيات القرن الماضي جوقة لأطفال فرنسيين تغني في مسرح سينما الزهراء فتمنى ظهور جوقات سورية مماثلة وأتيح له ذلك في عام 1977 عندما رسم كاهنا في كنيسة سيدة دمشق فاختار 65 طفلا أعمارهم بين 4 إلى 6 سنوات من عائلات تقطن جوار الكنيسة استجاب معظمها لدعوته للأطفال.
وتابع زحلاوي مبينا أنه رغب بعد مرور عام على انطلاقة الجوقة أن لا تقتصر في أعمالها على الطقس الكنسي فسعى عبر منشدات لتعليم الأطفال بعض الموشحات والأغاني التراثية وكانت البداية مع الفاصل الديني الصوفي اسق العطاش.
وأشار الأب الحائز جائزة الدولة التقديرية إلى أن النشاط في الجوقة تنامى ليشمل إقامة رحلات ومخيمات في بقاع سورية ما أتاح للأطفال التعرف إلى الوطن وللجوقة التوسع والانتشار.
كما تفتق عن ذهن زحلاوي وضع اهداف تثقيفية لأعضاء الجوقة لا تقتصر على الغناء والرحلات بل تشمل تنظيم ايام للمطالعة ولممارسة الرياضة.
وأوضح زحلاوي أنه سعى لوجود معلمين وقادة للجوقة من رعيلها الأول الذين كانوا أطفالا لدى تأسيسها وواظبوا على المشاركة في نشاطاتها وحفلاتها وتحولوا لمنشدين عندما بلغوا الشباب فاستعان بهم لأجل تدريب الأطفال الداخلين حديثا للجوقة ولاسيما عندما بدأ يعاني صوته جراء تكرار النزلات الصدرية ومن هؤلاء الدكتور حبيب سليمان ورجاء الأمير وكلوديا توما ومروان نخلة ورياض معوض.
واستعرض قائد جوقة الفرح تجربتها الغنية مع الفنان الكبير وديع الصافي الذي وضع نفسه في خدمة الجوقة فقدم لها أعمالا عديدة غناء وتلحينا دون أي مقابل مشيرا لسعي الجوقة لتكريم قامات غنائية موسيقية كبيرة كالفنان الكبير زكي ناصيف.