لفنان بسام كوسا في حوار مفتوح بنادي الرواق العربي كأول امسية ثقافية ضمن فعاليات الرواق التي يديرها ويعدها الإعلامي ملهم الصالح.
وكرم الفنان كوسا خلال الأمسية من قبل اتحاد الفنانيين التشكيليين السوريين على مجمل مسيرته الفنية الغنية والمتميزة ثم عرض فيلم سرد مسيرته الحياتية والفنية من البدايات في المسرح المدرسي والهواة والمسرحين الجامعي والقومي وعمله في التلفزيون والسينما حتى وقتنا الحالي مرورا بأهم الأعمال التي قدمها والشخصيات التي لعبها ومفاصل أساسية في حياته.
وقال الفنان كوسا خلال حديثه “المجتمعات المتقدمة توفر الظروف الموضوعية للاستثمار في طاقات ومواهب أبنائها عبر الاهتمام بالثقافة والفنون التي تعكس مدى حضارة أي أمة ما يستلزم وجود مؤسسات ثقافية احترافية فاعلة تعمل وفق منهجية مدروسة ليكون لديها نتائج مهمة بكل الفنون”.
وأوضح صاحب شخصية نجيب في مسلسل الفصول الأربعة أن وسائل التواصل الحديثة أدت إلى تغير في سلوك المجتمعات بكل أنحاء العالم مما تسبب في انعطافات في آليات التفكير في كل الفنون.
وأكد الفنان أهمية ربط الجانب النظري بالتطبيقي في المهن الإبداعية لحماية الموهبة وتطويرها مع ضرورة عدم الانخداع بأضواء الشهرة لأن هذه المهن لا تقبل انصاف الحلول وتتطلب الوفاء التام من قبل من يمتهنه.
ولفت الفنان صاحب المجموعة القصصية نص لص إلى أن دراسته في كلية الفنون الجميلة ساعدته فيما بعد خلال عمله بمجال التمثيل والقدرة على تشكيل الشخصيات وصياغتها الشكلية والاشتغال على تفاصيلها بما يخدم مضمونها مبينا أنه اختار اختصاص النحت بعد سنتين من الدراسة التحضيرية في الكلية ليشارك بعد تخرجه في المعرض الجماعي الوحيد والذي كان تحية لتشكيلي الراحل ميلاد الشايب.
اوضح الفنان عن الأثر الكبير الذي تركه المسرحي الراحل فواز الساجر في حياته الفنية والثقافية بما امتلكه من طاقة إنسانية وثقافية كبيرة مبديا استعداده لتقديم كل ما لديه للمعهد العالي للفنون المسرحية كونه صرح ثقافي وأكاديمي مهم رغم أنه لم يتمكن من الانتساب إليه في شبابه.
الفنان الذي لعب دور تبع اليماني في مسلسل الزير سالم إرضاء لكاتبه الراحل ممدوح عدوان عبر عن رفضه للعمل في المسلسلات التاريخية بسبب كثرة الإشكاليات التي تحيط بها مع امتناعه عن العمل في مسلسلات السيرة الذاتية كونها تقدم هذه الشخصيات بعيدا عن حقيقتها وكأنهم بشر بلا أخطاء في مخالفة للواقع والحقيقة والمنطق.
الأمسية الحوارية التي حضرها حشد من الفنانين والمخرجين والكتاب والتشكليين والإعلاميين والمهتمين تضمنت عدة شهادات من مثقفين وفنانين وأصدقاء للفنان تم استعراضها عبر مواد فيلمية مع فتح الباب للعديد من المداخلات والأسئلة التي ساعدت على التعريف بمسيرة الفنان كوسا الغنية والمميزة.