المعرض الأول للـ«وورك شوب» في المركز الوطني للفنون البصرية بدمشق
من نتاج سلسلة ورشات العمل التي أقيمت في المركز الوطني للفنون البصرية افتتح مساء الأحد 23 تموز، معرضاً فنيا ضم أعمال 43 فناناً ممن شاركوا بهذه الورشات على مدى عامين متتالين في فنون التصوير الزيتي والنحت والطباعة الحريرية على مختلف أنواعها.
في حوار مع رئيس مجلس إدارة مركز الفنون البصرية الدكتور غياث الأخرس قال لـ«اكتشف سورية» : «نحن نفتقد لثقافة «الوورك شوب» بمعناها الأوروبي، فما يزال مفهومها لدينا متعلق بالمدرسة أو الكلية او المرسم، بينما في حقيقته هو فضاء لمجتمع مصغر تملؤه الحرية والحوارات والديمقراطية.. بحيث لا يلغي أحدهم الآخر، وعلى هذا السياق جاء معرض اليوم ليُرسخ هذا المفهوم لدى المشاركين والمعنيين أن «الوورك شوب» في أساسه قائم على العنصر البشري لمن هم بحاجة للإرشاد والنصح والمعلومة، ويعتمد على مبدأ الحوار في جوهره».
وأضاف: «إقامة الوورك شوب في مركزنا هو أحد النشاطات الثقافية العديدة التي نهتم بها، فإلى جانب صالة العرض نقوم بتنظيم العروض الموسيقية والمسرحية وإقامة الندوات والمحاضرات على مدار العام، وذلك لتحطيم الصورة النمطية عن كون المركز هو عبارة عن غاليري يقام فيه معارض فنية فقط، والأهم من كل ما سبق فإن المركز بنشاطاته يستهدف كافة الفئات المجتمعية على مختلف مشاربهم الثقافية، أي إنه ليس حكراً على النخبة الثقافية كما يروج له البعض..».
وختم بالقول: «الناس هم من يبنون الثقافة وليس الدول او الحكومات، وعليه فقد اتخذ المركز على عاتقه هذا المفهوم لبناء صرح ثقافي يساهم في تنشئة جيل واعٍ ومدرك يشارك في تنمية مجتمعه بعيداً عن المزايدات والمهاترات، وهنا لا بد من التنويه أن المال الفاسد تغلغل في شرايين جوانب متعددة من قنواتنا الثقافية؛ حتى قبل الأزمة التي ابتلينا بها، وهذا المال اليوم يحضر لنفسه حاضنة لمرحلة ما بعد الحرب، وجب على المعنيين الحذر منه واتخاذ التدابير اللازمة لحماية مجتمعنا من خطورتها قبل فوات الآوان».
الناقد الإعلامي سعد القاسم: «تأتي أهمية ورشات العمل في المركز الوطني للفنون البصري لتصحيح مفهوم هذه الآلية التي مازال التعاطي معها مبهماً للبعض، فهي لا تدخل ضمن العملية التعليمية؛ أي أستاذ وطالب، بل تعتمد في جوهرها على مبدأ الحوار وبلورة الأفكار للوصول إلى نتائج وتوصيات، وما يهمنا هنا كيفية تفكير المشارك بصرياً وتشكيلياً، والملاحظ في معرض اليوم تشابه آلية التفكير في مجمل الأعمال المطروحة نتيجة تأثر المشاركين ببعضهم وتبادلهم لتجاربهم الفتية فيما بينهم، لكنها خطوة هامة على طريق التميز والتفرد في الهوية التشكيلية، إنه الفارق ما بين ورشة العمل والعملية التعليمية وهذا لا يعني ان تتخلى المؤسسات التعليمية عن نهجها الاكاديمي فهو المرجع والأساس».
وأضاف القاسم: «الملفت فيما نراه من الأعمال؛ عدم تأثر المشاركين بأسلوب المشرفين القائمين عليهم، في محاولةٍ منهم لمساعدتهم على تلمس طريقهم الخاص، وهذا معيار لنجاح الورشات التي أقامها المركز، بالمحصلة هناك جانبين مهمين أولهما إتاحة الفرصة للتفكير خارج الصندوق بعيداً عن الأطر والتابوهات، وثانياً العرض في صالة تملك كل مقومات العرض الجيد.. انا مبتهج مع كل هذه المشاهدات المطمئنة لمستقبل التشكيل في سورية رغم كل هذه الإحباطات التي فرضها الظرف الصعب الذي نحن فيه، مازال هذا الجيل الشاب يقاوم بالفن والإبداع».
السيد سامر قزح صاحب غاليري «قزح» خلال حضوره حفل افتتاح المعرض قال لـ«اكتشف سورية»: «يعول على المركز الوطني للفنون البصرية اهتمامه ورعايته للمواهب الشابة ورفد الحركة التشكيلية في سورية بجيل من الفنانين الشباب الواعدين من أصحاب الرؤى المتميزة، إن ما نراه في معرض اليوم هو انعكاس لهذا النهج الذي يتخذه المركز في تحقيق هذه الغاية، ايماناً منه في طاقات وابداعات الشباب الذي يتجذر في كينونته عمق المخزون الثقافي السوري».
السيد عماد مصطفى سفير سورية لدى الصين خلال حضوره افتتاح المعرض قال لـ «اكتشف سورية»: «جئت اليوم لأتلمس مستوى الحركة التشكيلية في سورية من خلال هذا المعرض الشبابي، وللحقيقة هي مفاجأة سارة فكل هذه الأعمال دون استثناء تتمتع بموهة واعدة، قد يكون بعضها أكثر تطوراً من الناحية التقنية إلا ان جميع اللوحات تحمل منظوراً جمالياً وتشكيلياً عميقاً، استشف لهؤلاء الفنانين الشباب مستقبلاً باهراً وواعداً، اشعر بالفخر والسعادة لتقاطع إقامة المعرض مع زيارتي لدمشق».
التشكيلية منال الشوحة قالت: «خلال مشاركتي بهذه الورش على مدى عامين متتالين قدمت خلالها أربعة أعمال تنوعت فيها التقنيات والخامات، الأمر الذي ساعدني على طرح أفكاري بجرأة تصقلها التجربة والمساحة الحرة التي يؤمنها المركز الوطني للفنون البصرية بالإضافة لأجواء المنافسة الخلاقة التي يتمتع بها».
التشكيلية ريمي حداد: «يمكن تلخيص ورشات العمل التي شاركنا بها في المركز الوطني للفنون البصرية بأنها واحة للأبداع ومتنفس للتجارب ذات الأفكار الخلاقة خارج اسوار السائد والتقليد، استقيت أفكار اعمالي من التجارب الحياتية المُعاشة باستخدام فن الكولاج والتصوير».
مؤمنة تباب طالبة قيد التخرج من كلية الفنون الجميلة قالت: «أنا في غاية الامتنان للمركز الوطني للفنون البصرية على إقامة هذا المعرض لأعمال جيل الفنانين الشباب الذي استضاف في معارضه السابقة أعمال لكبار الفنانين السوريين، وهنا لا بد من ذكر مقدار الرعاية والاهتمام والتوجيه الذي حظينا به من إدارة المركز خلال فترة إقامة الورش التي أنتجت كل هذه الاعمال».
النحات المشارك تمام أبو عساف: «على مدار عامين من المشاركة بورشات عمل المركز الوطني للفنون الجميلة امتلكت خلالها الخبرة التي أحدثت فارقاً ملموساً في أعمالي دون إغفال الأساسيات الاكاديمية المكتسبة من أعوام الدراسة، هذه الورشات خلقت لدى كل المشاركين إحساس الانتقال من طالب متلقي إلى فنان يحمل على عاتقه الهم التشكيلي».
التشكيلية المشاركة لينا الكاتب: «تعتبر المشاركة بورشات العمل التي يقيمها المركز الوطني للفنون البصرية تجربة متميزة للطلبة وحديثي التخرج لصقل مواهبهم والتفكير خارج الأطر الأكاديمية التي تكون مقيدة في بعض الأحيان».
النحاتة المشاركة فاطمة عثمان: «المشاركة بحد ذاتها تجربة أكثر من رائعة تنقل طالب الفن لمرحلةٍ أكثر نضجاً في عمق تجربته وتمكنه من أدواته، ومعرض اليوم هو تتويج لجهود الشباب وإبداعاتهم.. شكرا للأستاذ غياث الاخرس على هذه الفرصة التي اتاحها لنا والشكر موصول للأستاذ عيسى قزح لمساعدتنا على تخطي كل المراحل بيسر وسهولة».
التشكيلي المشارك خزيمة العايد في تجربته بعنوان «قاعدة الأرض والهواء» يقول: «تناولت أعمالي هذا الموضوع خلال مشاركتي بورشات المركز خلال العامين المنصرمين حيث تعددت الأساليب وتطورت الفكرة خلال معالجتها، ما يميز هذه التجربة هو مساحة الحرية التي عملنا عليها فلم تكن هناك قيود أو شروط في التعاطي مع الفكرة المراد تشكيلها، لذلك انتجت ما يقارب الـ 12 عملاً تم اختيار بعضها لعرضه اليوم».
من الجدير ذكره أن المعرض مستمر في المركز، وشارك فيه كل من التشكيليين الشباب:
في التصوير: أحمد طلاع، آرام السعد، آلاء طرابيشي، الياس أبو زبيب، بيان الشامي، تايا عثمان، حنان سيف، خزيمة العايد، ريم الحايك، ريمي حداد، صلاح حريب، طارق حميدة، طارق عربي، عزة حيدر، علاء الشرابي، غسان عكل، فادي ملحم، فرح خليفة، لينا كاتب، ليليان زيات، محمد مجد حناوي، محمود الصغير، محمود الداوود، منار الشوحة، مؤمنة تباب، ميساء عويضة، تورا ناصر، يارا سعيد.
وفي النحت: تمام أبو عساف، ريما يعقوب، علا عبد القادر، فاطمة عثمان، لجين حمدان، مجد عدوان، ميس خلوف، يارا الشيخ يوسف.
وفي الحفر: آلاء الفشتكي، آحمد علان، الياس أبو زبيب، رامز الزبيبي، روان عودة، ريم الحايك، فادي ملحم.
زين .ص الزين | تصوير عبدالله رضا
اكتشف سورية