افتتح الفنان التشكيلي الدكتور إحسان العر معرضه الذي ضم 17 عمل نحتي من خشب السرو والصنوبر والحور الرومي وعمل معدني واحد، في صالة جورج كامل في العاصمة السورية دمشق، بحضور الأستاذ علي المبيض معاون وزير الثقافة، وسفير جمهورية الصين الشعبية بدمشق تشي تشيانجين ورئيس اتحاد الفنانين التشكيلين الفلسطينيين عبد المعطي أبو زيد وعدد من الفنانين التشكيلين السوريين والفلسطينيين وحشد من المهتمين.
قدم العر منحوتاته بلغة رومانسية أسبغ فيها من روحه على الخشب ليخرج طاقاته الكامنة وإظهارها إلى حيز الوجود ليبرز الحيوية في المنحوتة عبر الحوارية بينه وبين الخامة التي عمل عليها.
لم يكن المعرض الذي استغرق التحضير له عام ونصف هينا، فالمادة النحتية تفرض خصوصيتها في التعامل معها،
وتنويع سطوح العمل النحتي من خلال الملمس الذي يضفي لغة بصرية نحتية جمالية مفعمة بالحركة على العمل.
وأكد الدكتور احسان العر رئيس اتحاد الفنانين التشكيليين في تصريح صحفي أن إزالة مفهوم الصنم والتمثال واللغة المتحجرة البالية لا يتم إلا من خلال الأعمال النحتية التي ترفع من مفهوم الذائقة الجمالية لدى المتلقي وتزيد من مريديه ومتذوقيه، وهكذا شيئاً فشيئاً تتواتر قوافل النحاتين إلى الحياة التشكيلية السورية لتساهم مع من سبقها في تطوير هذا الفن، وتعميق مساره، والنهوض بأجناسه واتجاهاته المختلفة، وتابع قائلا: “إن النحت كلغة بصرية هو حوار ما بين الكتلة والفراغ، وحاولت تجسيد هذا الموضوع بشكل أكاديمي”، مشيرا إلى التعاون بين سورية والصين على الصعيد النحت والتصوير والفن التشكيلي من خلال مشاركة فنانين تشكيلين لنشر ثقافة الشعب السوري عبر أعمالهم التي تقدم في الصين، منوها إلى اختيارعمله النحتي (بورتريه نزار قباني) من قبل جمعية النحاتين الصينيين، ليتم تكبيره عدة أمتار، ووضعه في حديقة منحوتات الصداقة الصينية – العربية في مدينة ينتشوان.
ومن جانبه أبدى السفير تشي تشيانجين سروره لحضور افتتاح المعرض الفني، معتبرا أن هذه الأعمال رائعة دليل واضح على أن الشعب السوري قد عاد لحياته الثقافية مع تحسن الوضع العسكري والسياسي في سورية، متمنيا لسورية شعبا وحكومة وقيادة الانتصار الذي يعكس على الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية.
وأشار الأستاذ علي المبيض إلى العلاقة التفاعلية بين المنحوتة والفنان ومقدار الابداع والخبرة التي يبذلها لتصل بشكلها النهائي للمتلقي ، مشددا على أهمية الحراك الثقافي في مرحلة إعادة إعمار سورية.
واعتبر الفنان موفق مخول أن المعرض فيه حداثة وبعيد عن التقليد، والأستاذ احسان العر استطاع صنع الدهشة لدى المتلقي من خلال الحب الذي قدمه لمنحوتاته، منوها لأهمية هذا الفن الرائع خاصة في هذه المرحلة.
يشار إلى أن المعرض مستمر حتى ال 16 من تشرين الثاني القادم.
ويذكر أن الفنان إحسان العر من مواليد دمشق 1969 حاصل على إجازة في الفنون الجميلة قسم النحت جامعة دمشق وعلى شهادتي ماجستير ودكتوراه فلسفة في الفنون الجميلة قسم النحت جامعة حلوان القاهرة 2004 وشغل منصب نائب عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة دمشق وهو عضو في الهيئة التدريسية بالكلية وانتخب رئيسا لاتحاد الفنانين التشكيليين السوريين منذ عام2014/.
والعر عضو مشارك في عدد من لجان التحكيم العلمية والفنية أقام وشارك في عدد من المعارض المحلية والدولية ونفذ العديد من الأعمال الفنية في مجال النحت المجسم والبارز وهو حائز عددا من الجوائز وشهادات التقدير.