يثبت التشكيلي محي الدين الحمصي قدرة على التجدد في الأسلوب بنتاجه الغزير حيث قدم مساء اليوم في معرضه بعنوان “فضاءات لونية” الذي استضافته صالة أدونيا مجموعة من أعماله الأخيرة التي تحمل تجربة جديدة في الأسلوب والتقنية.
وضم المعرض سبعا وعشرين لوحة بأحجام تنوعت بين المتوسط والكبير بتقنية الاكرليك مع بعض الاعمال التي دخلها الكولاج بأسلوب تعبيري تجريدي صاغ مفرداته البصرية بتحوير بين الطبيعة والبورتريه عبر مناخات مفرحة وتناغم لوني بين الحار والبارد.
وقال التشكيلي الحمصي في تصريح لسانا هذه التجربة تمتاز عن سابقاتها بالأسلوب التجريدي لكونها لا تحتوي شخوصا بشكل صريح إلى جانب تجريد عناصر من الطبيعة بحس تعبيري حيث حاولت أن اعتمد الألوان الحارة في توليفة لونية مغايرة لما اعتاد الجمهور أن يراه في لوحاتي.
وتابع الحمصي أردت من هذا المعرض إيصال رسالة المحبة والسلام من خلال الابتعاد عن الألوان القاتمة والحزينة لنمسح ما مرت به سورية عبر السنين الماضية وزرع الشعور بالتفاؤل معتمدا على صياغة بصرية خاصة بين اللون والكتلة والخط.
وحول طغيان اللون الأبيض على أغلب لوحاته أوضح الحمصي أن لكل لون مدلولاته السامية فاللون الأبيض هو لون المحبة والسلام وهو لون أساسي في حياتنا وقال.. رغم صعوبة التعامل مع اللون الأبيض على سطح اللوحة في مساحات كبيرة إلا أني اعتمدت على الظل والنور بشكل عام لإيصال شعور الراحة والسلام للمتلقي.
وأشار الحمصي إلى أن حالة التجريب مهمة لكل فنان ليتطور من خلالها أكثر وليرتقي بعد كل تجربة ثم يخط طريقه الخاص ويصل للمتعة الذاتية من خلال ما يقدمه ثم ينقلها للآخرين.
وقال.. حالة البحث والتجريب قائمة على هدف الوصول باللوحة للكمال وأن كان هذا أمرا مستحيلا مبينا أن تقديم العمل الأجمل والأفضل هو الهاجس الدائم للفنان لإرضاء نفسه والمتلقي في الوقت ذاته.
وأكد الحمصي أن الفن هو عامل أساسي في ارتقاء الأمم وتمثل القيم الإنسانية الحقيقية لافتا إلى أن هناك حاجة كبيرة لاستمرار إقامة المعارض والملتقيات الفنية والثقافية في كل المحافظات للتعبير عن الثقافة والحضارة التي لدينا.
وختم قائلا.. الفنان السوري ابن حضارة عمرها آلاف السنين وهو الأقدر بما يحمله من أحاسيس وثقافة على التعبير عن بيئته وشعبه وطبيعته وما يدور حوله من أحداث.
حضر افتتاح المعرض معاون وزير الثقافة المهندس علي المبيض وحشد من الفنانين والمهتمين.
والتشكيلي الحمصي من مواليد دمشق عام 1971 وخريج معهد الفنون التطبيقية عام 2002 ومعهد ادهم اسماعيل عام 2003 وعضو اتحاد الفنانين التشكيليين وله عدة معارض فردية وشارك بعدة معارض ومهرجانات وحاصل على عدة جوائز محلية وخارجية.