استضافت قاعة لؤي كيالي … الرواق العربي يوم اﻻثنين في 6/11/2017 معرضاً للفنان التشكيلي ( بشار برازي) والذي يستمر حتى العشرين من الشهر الجاري…
ضم المعرض عشرين لوحة من الحجم الكبير بتقنية الاكريليك مع لمسات الزيتي و الباستيل إلى جانب عشرة أعمال بتقنية المائي وبأحجام صغيرة وكان الطابع الغالب على اللوحات هو طابع الحزن ونشاهد في بعض الأعمال وجه المرأة الحزينة التي فقدت سعادتها ، تطاول الوجه وكأنه حبة من اللوز وهذا مفهوم عن الألم الداخلي ، واللون الأحمر الذي غمر الكثير من بقع أرض الوطن .
حيث أسقط الفنان أغلب الحوادث والحكايات التي أثرت به وعلى حالته الخاصة على أعماله ومن أهم الأعمال هي لوحة بعنوان (نساجة الذكرى) لها حالة خاصة تذكره بكل تفصيل لوالدته (رحمها الله) حيث أنها كانت مبدعة في عمل النسج ، والشيء الملفت أنه كان متأثراً بالأحداث المؤلمة التي تعيشها سوريا وبالأخص مدينة حلب حيث أنه في العام الماضي قد أجرى معرضاً بنفس توقيت هذا المعرض في هذه السنة وكان قد فقد أهم أصدقائه الذي كان ينوي الحضور لمعرضه بسبب الحرب، حيث أنه جسد كل الذكريات المؤلمة التي عاشتها مدينة حلب بلوحة فنية اسمها (المدينة أنثى يحاصرها الرماد) .
انشغل النحات( بشار برازي ) في بدايات علاقته بفن النحت العمل على أسطورة (جلجامش)، وهاجس الكتلة والفراغ لديه( بإنكيدو) وتحولاته وعلاقته بالمرأة وقد بدأت تحوله في السنوات القليلة السابقة من الكتلة إلى اللون فهو الإنسان الفنان وهذا يعني بداية جديدة وجيدة , ومسيرة مختلفة في حياة الفنان, وما شاهدناه في معرضه الأخير الذي أقيم في صالة الأسد للفنون الجميلة مع نهاية عام 2016 ، قدم الفنان مفاجئة لطيفة وجميلة من حيث اهتمامه بالرسم بألوان الإكريليك على القماش والألوان المائية على الورق والذي طرح أكثر من 75 لوحة وهذا مفاجئ من الناحية الإنتاجية والطرح بالمواضيع التعبيرية ، ويمكن القول أن الفنان أعطى إبداع بمهارة ولم يأت هذا التغيير في الطرح والأسلوب عن عبث أو من خلال يوم واحد بل أنه جاء من دراسة عميقة وطويلة وتخمرت هذه الفكرة في خيال الفنان طويلاً من الزمن, ونتيجة لهذه الدراسة الداخلية أعطى إنتاج في منتهى الإخلاص الموضوعي ، والفنان( برازي) يصمم أشكال لوحاته مع الأخذ بعين الاعتبار البعد الثالث وهي مهمة الفنان النحات الذي ينجز أشكاله كتماثيل مرسومة والذي يجعل صلته قريبة مع ذاكرة النحات ثم يطليها ألوان شفافة .
وتأتي المسيرة الجديدة عند الفنان في تجاربه الأخيرة لتحمل موضوعية هامة وأقرب تفاهماً لدى الجمهور المتلقي ويعطي الفنان الحرية لنفسه كي يعبر عن أفكار متراكمة في داخله مليئة في الإحساس الذاتي به مواضيعه فنية تحمل أشكال مختلفة فيها من الفلسفة العميقة وفيها من النقد الخاص وفيها من العتاب أيضاً كما فيها همسات عالية في خصوصية المأساة الطويلة وحديث عن جروح مازالت تنزف.
- بشار برازي خريج كلية الفنون الجميلة بدمشق و عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين السوريين وله معرضان فرديان في النحت وعدة معارض رسم في دمشق وحلب ومشارك دائم في المعارض السنوية لاتحاد التشكيليين ووزارة الثقافة.
مروة قبقلي