مواضيع واقعية منوعة في معرض تخرج طلاب مركز أدهم اسماعيل لعام 2017 بثقافي أبو رمانة
قدم أربعة وعشرون فنانا وفنانة مساء اليوم خلاصة مواهبهم وما تعلموه خلال عامين من الدراسة في مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية التابع لوزارة الثقافة ضمن معرض ضم مشاريع تخرجهم في المركز الثقافي العربي بأبو رمانة.
وضم المعرض أربعين لوحة بتقنية الزيتي تنوعت في مواضيعها بين الورد والمناظر الطبيعية والبورتريه والحصان العربي ومواضيع إنسانية وتراثية اختلفت في أحاسيسها ومدلولاتها البصرية وما تحتويه من رسائل فنية وبأساليب تنفيذها ضمن المدرسة الواقعية كونها منهج التدريب الأكاديمي في المركز.
وقال قصي الأسعد مدير مركز أدهم اسماعيل للفنون التشكيلية لـ سانا “حرصنا على أن يتضمن مشروع التخرج هوية واضحة للخريج وعلى أصالة العمل الفني المقدم وجودة التنفيذ وتنوع المواضيع واختلافها والمعرض محطة ينطلق من خلالها الخريجون إلى عالم الفن ليقدموا إبداعاتهم وما لديهم من أفكار لتحقيق طموحاتهم”.
وتابع الأسعد “عملنا في المركز كمدرسين وإداريين إلى جانب الطموح الفني.. وأداء طلبتنا تحد حقيقي وصمود في وجه الواقع المرير الذي نعيشه نتيجة الحرب على سورية لتحقيق رسالة الفن التشكيلي وأهدافه في خلق جيل جديد وواع من الفنانين ليساهموا في رفد الحركة التشكيلية في سورية ودفع عجلتها للأمام”.
بدوره قال الفنان حسن حسن المدرس في المركز “نشهد اليوم ولادة خريجين جدد لينضموا إلى رتل طويل من الفنانين الذين يبحثون وينقبون ويجربون لتظهر بصماتهم ونكهة فنهم ورؤاهم الخاصة” لافتا إلى أن الخريجين في بداية الطريق الذي سينطلقون منه في رحلتهم الطويلة لإثبات أنفسهم.
ومن الخريجين الفنانة لمى سالم التي قالت “مشروع تخرجي يعبر عن تأثير الحب بتغيير حالة سلبية موجودة بين أحد الشريكين إلى شكل إيجابي فقدمت ثلاث لوحات تتضمن الأولى وضع شاب تعرض لأزمة نفسية حادة يلجأ للإدمان على الكحول والثانية وجود فتاة تحبه وتطلب منه التخلي عن الإدمان وعدم الاستسلام لليأس والثالثة تظهر حالة الفرح في اتخاذ الشاب قرار الكف عن هذه العادة”.
وقدمت الفنانة رنيم معتوق مشروعها حول علاقة الذكر بالأنثى وقالت “صورت طبقا للأمثال الشعبية القديمة ديكا ودجاجة يمثلان علاقة الذكر بالانثى لأسلط الضوء على تعجرف الرجل مع نظرة الأنثى المتسائلة عن سبب تعاليه” لافتة إلى أن جهود المدرسين في المركز ساعدت الطلاب للانطلاق في مسيرتهم الفنية.
وعبرت الفنانة محاسن سنوبر من خلال لوحاتها الثلاث عن الصراع الداخلي للإنسان ففي لوحة جسدت شابة تعاني من هيستريا الضحك بحالات مختلفة وفي لوحة أخرى رسمت شابا بحالة من الغضب الناتج عن الحياة اليومية واللوحة الثالثة قدمت الصراع الداخلي للإنسان رغم هدوئه الخارجي من خلال المرآة باستخدام تقنية الزيتي.
وقالت الفنانة دانية ملحم “المعرض هو آخر محطة لرحلة نهلنا فيها من تجارب اساتذتنا المليئة بالفن والمهارات المختلفة حيث تعلمنا تقنيات متنوعة في الفن التشكيلي ليأتي المعرض ويتوج رحلتنا و يظهر نتيجة ما تعلمناه” مبينة أنها اختارت في مشروعها مشهدين من حدائق دمشق لتجسد الطبيعة بجماليتها وأهميتها للإنسان.
الفنان عبدالكريم محفوظ الشاب الوحيد من مجموعة الخريجين قال “منذ عامين عندما دخلت مركز أدهم اسماعيل كانت محطة جديدة بحياتي وشعرت أن هذا هو المكان الذي أبحث عنه حيث وجدت فيه فنانين معلمين وزملاء موهوبين واكتسبت خبرات وأساليب جديدة نمت موهبتي لأعكس ما بداخلي وما بمخيلتي من فن على القماش”.
وأوضحت الفنانة أروى دقاق أن مشروعها يحاكي الإنسان بحالة الانتظار الممزوجة بمشاعر الشوق والحنين للوطن والأحباب في محاكاة لواقع الكثير من السوريين جراء الظروف الحالية مؤكدة أنها ستعمل على تطوير أدائها لتضع بصمتها في الفن التشكيلي السوري.
وقدمت الفنانة صفاء المحمود في مشروعها الورود التي ترمز للجمال الموجود في الطبيعة وللأمل بالغد الواعد وقالت “للورد لغة خاصة تحاكي العقل والوجدان وترتبط بالحب وتشترك مع المرأة في كثير من الصفات كالرقة والدفء والشفافية” مشيرة إلى تضافر جهود الأساتذة مع جهود الطلاب لنقله إلى مستويات عالية.
وقالت الفنانة جولييت خليفة “استهوتني فكرة الموسيقا لمشروع تخرجي لأنها لغة الروح فاخترت آلة الناي وجسدت الفكرة من خلال شخصية عمي ابن القرية لما يمتاز به من خشونة معالم وجهه مع إحساسه المرهف وحبه للناي” منوهة بجهود أساتذة المركز في توجيه الطلاب.
الفنانة فاطمة المؤذن اختارت الطبيعة موضوعاً لمشروع تخرجها بتقنية السكين وعبرت عن سعادتها بالتخرج مبينة أن الطلاب تلقوا المعرفة الفنية الأكاديمية الضرورية ليبدؤوا مشوارهم الفني.
وأشارت الفنانة غدير لوكه إلى أن مشروعها يجسد حياة الشابة الإيجابية ودورها الفعال والإيجابي في المجتمع حيث شبهت حياة بطلة لوحاتها بدورة حياة الوردة لحاجتها للماء والضوء.
الفنانة ريم اواري اختارت الحصان العربي كموضوع لمشروع تخرجها وقالت “هذا الحيوان معروف عالميا بجماله وصفاته ورسمه بمثابة التحدي لأنه يحتاج الى مهارة في التشريح لإبراز مكامن جماله” لافتة إلى أنها ستعمل مستقبلا على تطوير مهارتها الفنية لتتمكن من تقديم الجمال كما تراه بداخلها.
الفنانة مرام حمود قدمت في مشروع تخرجها عدة حالات نفسية وتأمل للذات بهدف إيصال رسالة فنية للمشاهد تدعو لحالة متوازنة وقالت “تمكنا عبر دراستنا في المركز من تكوين فكرة واضحة عن العمل الفني المتكامل وكيفية إنجازه بطريقة أكاديمية فنية بعيدة عن التجارية”.
وقالت الفنانة هبة الشريقي “يصور مشروعي مراحل مرض أمي التي كانت تعاني من سرطان الثدي ففي اللوحة الأولى صورت مرحلة اكتشاف المرض ومشاعر الأمل بالشفاء وفي الثانية مرحلة العلاج ومشاعر التعب التي تنتاب المريض وأهمية مساندة المقربين له وفي الثالثة صورت وفاة أمي وجسدت من خلالها استمرارية الإنسان من خلال ما تركه في الحياة”.
أما الفنانة ميسون شبيب فاختارت موضوع جمال الطبيعة والإنسان كونه يشكل الجمال بأبسط وأعقد تفاصيله وقالت “حاولت تقديم موضوعي بأسلوب جريء يدمج الألوان ببعضها بشيء من الغرابة” لافتة إلى أنها ستعتمد بانطلاقتها الفنية مستقبلا على المدرسة السريالية.
أما سارة داده التي اختارت صيد السمك كموضوع لمشروع تخرجها فقالت “مهنة الصيد من أقدم ما زاوله الإنسان في منطقتنا من مهن كمصدر رزق للعديد من العائلات لذا أحببت أن أجسد هذه الصورة بلوحات أتمنى أن تلاقي إعجاب الحضور”.
يشار إلى أن مركز أدهم إسماعيل للفنون التشكيلية تأسس نهاية عام 1959 ويدرس اختصاصات الرسم والتصوير الزيتي والنحت والحفر عبر مواد في تاريخ الفن والتشريح وأصول الرسم وعلم الجمال وتخرج فيه العديد من الفنانين السوريين الكبار منهم التشكيلي الدكتور محمد غنوم والراحل نذير اسماعيل.